مسرحية غربة بين الماضي والحاضر
تعتبر مسرحية غربة من أقدم وأكبر المسرحيات العربية العريقة ،والتى لها أكثر من 40 عاماً، تحدثت فيه عن واقع الشعوب العربية قبل 40 عاماً وكأنها أنتجت ومُثلت في يومنا الحاضر .مسرحية غربة
هى مسرحية سورية عربية أنتجت في السبعينات القرن الماضي في عام 1976 م ،من كتابة الفنان الكبير مراون الماغوط ، واخراج الفنان الكبير خلدون المالح ،شارك في التمثيل في المسرحية نجوم وكبار الدراما السورية وكان من أبرزهم داخل المسرحية ،الفنان القدير والكبير دريد اللحام ،ياسر العظمة ،سامية الجزائري ،صباح الجزائري ،عمر حجو ،وغيرهم من الفنايين السورين والذين لمع نجمهم في الدراما السورية بعد النجاح الذي حققته مسرحية غربة .تتحدث مسرحية غربة في جميع فصولها المسرحية عن قضايا كثيرة وعديدة ،والتى تلامس الواقع العربي منذ 40 عاماً وما زالت الشعوب العربية تعاني منه ،الحنين الى الوطن والهجرة ،واستبداد الحكومات العربية وكيفية التعامل مع شعوبها والتفنن في قهرهم واذلالهم ،ناقشت مسرحية غربة تلك القاضيا بإسلوب فني كوميدي ساخر .
الفن هو وسيلة للتعبير عن الرأي
ان واقع الشعوب العربية في قضية الحرية الفكرية والتعبير عن الرأي ،هو واقع مزري للغاية،الحكومات العربية تنتهج نهج الرأي الواحد فقط ،ولا تسمح لأي شخص بأن ينتقد الواقع او السياسة العامة للدولة ،ومن يتعرض لمثل هذه المواقف فإنه يغيب خلف قضبان السجون وتلفق له القضايا الكبيرة ،فقط لأنه عبر عن رأيه أو انتقد السياسة العامة للدولة .لذا لجأ الكثير من الفانيين الى سبيل الفن من أجل التعبير عن رأي الشارع والناس ،ولكن بإسلوب مبطن وكوميدي ساخر ،ينتقد فيه سياسة الدولة والتضيق على الناس ،وشرح معاناة الناس وما يلاقونه من الحكومات العربية بشكل عام ،وهذا ما حاولت أن تبينه لنا مسرحية غربة ،وبالفعل فقد نجحت بتجسيد معاناة الشعوب العربية ،وهذا ما حقق نجاحها وانتشارها منذ زمن طويل ،مع أنها انتنجت في السبيعينات من القرن الماضي ،والى الان ما زالت تعرض على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .
الفن وتغير الواقع
الفن قبل أن يكون اسلوب او حكاية او كوميديا ،هو بحد ذاته رسالة ، يجب استغلالها بأفضل استغلال ،لأن الفن يشكل اليوم قطاعاً كبيرا داخل المجتمعات العربية ،وله جمهوره الكبير والعريق ،والكثير من المسلسلات والافلام التى تعرض تجدها في مضمونها تبعث برسالة معينة مستوحاة من الواقع ،او تناقش قضية من الواقع ،ولكن باسلوب فني معين يرجع ذلك الى المخرج أو المؤلف .مسرحية غربة بين الماضي والحاضر
"إن الفن يعبر عن الواقع ويعكسه، ولا يمكنه أن يكون حياديا، حتى لو تبع نظرية الفن للفن، فهذا بحد ذاته موقف واضح. قد يكون الفن تبريريا يحافظ على القيم الموجودة والمتوارثة حتى لو كانت خاطئة، أوغيرعادلة، أو يطرح الواقع كما هو دون أي رؤيا للتغيير، أوقد يطمح للتغيير، وخلق وعي جديد، وثقافة جديدة. ففي الرواية مثلا يستلهم الكاتب شخصياته من الواقع، وعلاقاته المتشابكة، ومن التراث، ويقدمها بطريقة مختلفة ضمن بنية عمله الروائي، وضمن إسقاطاته الخاصة، وشخصيته الإبداعية، وبهذا تكون الرواية إعادة بناء للواقع من خلال رؤيته لهذا الواقع، وهو يتأثر أيضا بالأجناس الفنية الأخرى." (1) .مقومات نجاح العمل الفني
ان مقومات نجاح أي عمل فني بشكل عام وخاصة الاعمال الفنية التي تتناول قضايا الشعوب ،كمسرحية غربة لا بد لها أن تعتمد على هذه البنود والاساسيات ،والتي نذكر منها على سبيل الحصر لا الكل :- المعرفة العامة بمشاكل الناس
- تناول القضايا التي تمس واقع الشعوب
- تقديم العمل الفني بأسلوب يفهمه عامة الناس
- اعتماد الاسلوب الفني الكوميدي الساخر في مثل هذه الاعمال والقضايا